الجزائر: فتح استيراد اللّحوم البيضاء المجمّدة
- 12 سبتمبر 2023 / الأخبار / 251 / Hejer
رغم مساعي السّلطات العمومية ممثلة في وزارة الفلاحة، ومن خلفها الدّيوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدواجن، ضبط هذه الشّعبة عبر عديد الإجراءات، لغرض إبقاء أسعارها في متناول جميع المستهلكين. ومع ذلك، تعرف هذه الشعبة بين فترة وأخرى اختلالات وتذبذبات بسبب عوامل مختلفة، ما جعل وزارة الفلاحة تقرر فتح استيراد اللحوم البيضاء المجمدة.
فتحت وزارة الفلاحة و التنمية الريفية، عملية استيراد اللحوم البيضاء المجمدة، داعية المتعاملين الاقتصاديين من مستوردي اللحوم، إلى إيداع ملفات طلبات التراخيص الصحية، لاستيراد هذا النوع من اللحوم.
وبحسب البيان الذي اطلعت عليه “الشروق”، تودع ملفات طلبات التراخيص عبر بوابة الخدمات الإلكترونية لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، ابتداء من يوم الأحد وإلى غاية 20 سبتمبر 2023.
وأكدت الوزارة أن إجراءات الاستيراد وتكوين ملفات الطلبات ودفاتر الشروط الجديدة، المتعلقة باستيراد هذا النوع من المواد، متوفرة وقابلة للتحميل عبر الموقع الإلكتروني psl.madre.gov.dz. ” مع ضرورة إرفاق ملفات طلبات التراخيص الصحية لاستيراد اللحوم، ببرنامج سنوي مرتقب، كما هو مطلوب”.
وجاء قرار الوزارة بعد تسجيل ندرة وغلاء ملحوظ في أسعار اللّحوم البيضاء والبيض خلال الأيّام الأخيرة، إذ قفزت أسعار الدواجن إلى 530 دج للكلغ في بعض المناطق والبيض أصبح بـ 25 دج للحبّة. والأمر كان متوقعا بعد موجة الحرّ غير المسبوقة التي شهدتها الجزائر شهر جويلية المنصرم.
ويؤكد مهنيون بالشعبة، أن هذا الظّرف استثنائي وستعود الأمور إلى طبيعتها الأيام المقبلة، خاصّة ونحن مقبلون على إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف، أين يكثر الطلب على اللحوم البيضاء.
وفي هذا الصّدد، اعتبر رئيس الفدرالية الوطنية لمربي الدّواجن، علي بن شابية، أن الارتفاع الذي تعرفه سوق اللّحوم البيضاء، خلال الفترة الحالية هو “ظرفي ومؤقت ومتوقع، ناتج عن تراكمات سابقة”.
حرارة جويلية قضت على الصيصان والدّواجن
وبحسب تصريحه لـ ” الشروق”، توجد عوامل كثيرة تتحكّم في سوق اللّحوم البيضاء، منها ما يتعلق بالفلاح وأخرى لعوامل مختلفة، فبالنسبة للمربين، فهم يشهدون فترات يتكبدون فيها خسائر كبيرة، ومنها الفترة التي سبقت عيد الأضحى المبارك، أين تهاوت الأسعار بشكل كبير، وبعدها موجة الحرّ غير المسبوقة في شهر جويلية، التي تسبّبت في نفوق أعداد معتبرة من الصيصان والدواجن، موضحا أن “الصّيصان تحتاج فترة 45 يوما للنمو الكامل، ولكن حرارة شهر جويلية وبعضا من أوت قضت عليها”.
وأوضح أن هناك زيادة للطلب على اللّحوم البيضاء خلال العطلة والدخول الاجتماعي، لتعويض ندرة وغلاء اللّحوم الحمراء، وقلّة العرض، وكذا تسجيل أمراض فيروسيّة خلال الصّائفة، وغلاء مدخلات تربية الدّواجن ما يؤدّي لارتفاع تكلفة الإنتاج، وأن “كلّ هذه العوامل اجتمعت على الفلاّح، وجعلت بعضهم يعزف عن مزاولة المهنة”.
وعن أسعار الدّجاج لدى الفلاّح، فقال محدثنا إن “سعر كلغ الدّجاج الحيّ لدى الفلاّح يتراوح ما بين 350دج إلى 380 دج، ومع تكاليف النقل والمذبح وتفريغ الدّجاجة من مخلفات تشكل ما بين 25 إلى 30 بالمائة، ومع تحديد هامش الربح، يرتفع سعر كلغ الدجاج بين 100 و120 دج.
تخزين الفائض أنسب حلّ لاستقرار الأسعار
ويرجّح بن شايبة، أن تشهد الأسعار انخفاضا مع نهاية شهر سبتمبر الجاري، مؤكدا أن “هذا الغلاء لا يخدم حتى المربيّن، بسبب عزوف المستهلكين عن الشراء”.
واعتبر المتحدث، بأن سوق اللحوم البيضاء بحاجة إلى “ضبط أسواقها بصفة دائمة، بعيدا عن الحلول المؤقتة، التي لا تنفع المربي ولا المستهلك”.
ودعا محدثنا إلى تخزين الفائض من اللّحوم البيضاء في فترات تهاوي أسعارها، استعدادا لأوقات الندرة وأن التخزين، هو أنسب حل “لضبط السوق واستقرار الأسعار” على حدّ قوله.
والإشكالية بحسب محدثنا، أن أصحاب غرف التبريد الخواص، باتوا يتخوفون من عملية التخزين تجنبا لتبعات قانون المضاربة، خاصة وأنهم يتعاملون بدون فواتير، وقال “لا توجد أي جهة في ما يتعلق بمهنة تربية الدواجن، تتعامل بالفواتير”.
وبخصوص الديوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدّواجن “أوناب”، فقال بن شايبة أنه لا يملك كمية وفيرة من اللحوم البيضاء حتى يخزنها.
إلى ذلك، تشهد أسعار صفيحة البيض ارتفاعا ملحوظا، حيث وصلت إلى 500 دج للصفيحة الواحدة بأسواق الجملة و600 دج بالتجزئة.
أمّهات الدواجن لا تغطي الاحتياج الوطني
وبحسب رئيس فدرالية مربي الدواجن، فالأسباب هي النقص الكبير في أعداد الدجاج البيوض، بسبب قلة أمهات الدواجن والتي لا تغطي حاجيات السوق الوطنية. ومتوقعا نزولا في أسعار البيض قريبا، قائلا إن “ما يحدث هو اضطرابات ظرفية”.
وكشف بن شايبة، عن تحضير فدرالية مربي الدواجن خريطة طريق لتنظيم الشعبة على كل المستويات، تحمل مقترحات وحلولا للنقاش، بخصوص منتوج اللحوم البيضاء واختلالات السوق، أعدها مهنيون وخبراء في المجال، “نقدمها نهاية الشهر لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية”.
المنتج المحلي جاهز بعد 20 يوما
من جهته، أكد رئيس الجمعيّة الوطنية لمربي الدواجن، حمزة شريف لـ “الشروق”، أن ندرة منتج الدواجن راجع أيضا إلى إصابة الدجاج بمرض فيروسي، تسبب في نفوق أعداد معتبرة منها، وكانت السلطات العمومية استوردت كمية من اللقاح منذ 6 أشهر في انتظار البقية.
ويؤكد المتحدث أن منتج اللحوم البيضاء “سيكون جاهزا بعد 20 يوما تقريبا، وهو ما سيساهم في تراجع أسعارها بشكل ملحوظ”، معتبرا أن الجزائر تعرف اكتفاء في اللحوم البيضاء “لولا بعض الفترات الصعبة بسبب التغيرات المناخية والأمراض الفيروسية التي تصيب الدواجن”.
مصدر: https://www.echoroukonline.com/