تونس تسعى إلى تحفيز قطاع الصناعة رغم الصعوبات



تونس تسعى إلى تحفيز قطاع الصناعة رغم الصعوبات

 – تتزايد رهانات تونس على تنمية قطاع الصناعة خلال المرحلة المقبلة بما يمكنها من جعله أحد المجالات المهمة إلى جانب السياحة، رغم الصعوبات والمنافسة من دول إقليمية على جذب المستثمرين وفي مقدمتها المغرب.

وأفصح صناع القرار المالي في تونس خلال اجتماعات الخريف السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين التي اختتمت الأحد في مراكش بالمغرب عن تطلعاتهم لجذب استثمارات خارجية في قطاعات عديدة، من بينها صناعة أجزاء السيارات والطائرات.

يأتي ذلك فيما يُعول البلد على موسم سياحي “ممتاز” إلى جانب ارتفاع تحويلات المغتربين، يمكنهما أن يشكلا رافدين آخرين للاقتصاد المتعطش إلى النمو ومصدرا للعملة الصعبة، ما يتيح للبلد الذي يمر بأزمة مالية سداد ديونه.

سمير سعيد: تونس تعد وجهة معروفة في مجالات ذات قيمة مضافة

وقال وزير الاقتصاد والتخطيط التونسي سمير سعيد في مقابلة مع بلومبرغ الشرق إن بلاده “وضعت مستهدفا للنمو عند 2.1 في المئة للعام المقبل، ارتفاعا من نسبة تتراوح بين 0.9 وواحد في المئة خلال هذه السنة”.وأكد أنه لتحقيق هذه النسبة الكبيرة في عام، سيكون الرهان على القطاع الخاص والاستثمارات الخارجية، خاصة أن الاستثمارات العامة ستكون “محدودة بسبب الوضعية المالية التي نعيشها”.
وتضرر الاقتصاد التونسي بشدة من جائحة كورونا وتداعيات الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي أدى إلى صعود صاروخي في التضخم واختفاء العديد من السلع الضرورية من الأسواق.وكانت تونس قد توصلت في أكتوبر الماضي إلى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي قيمته 1.9 مليار دولار، لكن الحكومة لم تنته بعد من الإصلاحات واسعة النطاق اللازمة للتوقيع، ومنها التخفيضات المؤلمة المحتملة في الإنفاق.ويرى البعض أن الإخفاق في الحصول على مساعدة من الصندوق قد يؤدي إلى التخلف عن السداد، ما سيدفع اقتصاد البلاد إلى حالة من الفوضى.لكن الرئيس قيس سعيد يريد c صواب توجهه بأن اللجوء إلى المؤسسة الدولية المانحة بشروط مجحفة يسبب ضررا للاقتصاد أكثر مما هو عليه الوضع حاليا، ويبدو أن حكومته نجحت في ذلك عبر تقليص العجز التجاري والعجز في ميزانية 2023.واضطرت الحكومة إلى جمع تمويلات من السوق الداخلية ولم تلجأ إلى الأسواق الدولية هذا العام. ورغم التحديات يتضح من الحالة العامة أن الدولة بإمكانها تخطي أزماتها إذ استمرت في التقشف.ويقول صندوق النقد إن الاقتصاد التونسي استفاد هذا العام أولا من الحركة السياحية وزادت العملات الأجنبية وتحسن قطاع التصدير خصوصا الزراعي، بالتزامن مع الجفاف الذي سجل في إسبانيا وأضرّ بالمحاصيل لاسيما الزيتون.وحاول وزير الاقتصاد التونسي استغلال هذه المناسبة الدولية للترويج لمناخ الأعمال في بلاده قائلا إن “تونس لديها اقتصاد متنوع، وتحتاج إلى القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي”.


مصدر: https://www.assabahnews.tn

شاهد أيضا